فجأه
اختفت الابتسامه التى كانت ترتسم على شفتيها وضعت فنجان الشاى على المنضده واستندت
الى الاريكه وزاغت بعينيها وبدات تتذكر اول لقاء جمعها بحبيبها , لقد كان صديقا
لزميلها بالجامعه شعرت من اول نظره بان هذا الشخص سيكون له شأن كبير عندها اقترب
مع زميلها رويدا رويدا منها , بدا التعارف بينهما أتاحت الظروف لهما بالحديث ,
تقرب كل منهما للاخر تبادلا رقما الهاتف ثم غادرا المكان الى بلدتهما , هبت واقفه
عندما انتبهت لفنجان الشاى اصبح باردا اسرعت الى المطبخ لاعداد فنجانا اخر , اخذته
وجلست بجوار المنضده تراجع شريط ذكرياتها مع حبيبها تذكرت كيف كان يتواصل معها عبر
الهاتف يوميا وفى اوقات كانت تحتاج لسماع صوته تذكرت ارتباطها الوجدانى به وزاد
هذا الارتباط عندما التقيا معا مره اخرى بنفس الطريقه الاولى ولكن هذه المره شعرت
بانها اشتاقت له كثيرا سرعان ما طلب منها ان يلتقيا وحدهما وافقت على الفور تذكرت
لقاءاتهما لقاء يتبعه لقاء وكم كان ارتباطها به يلهب مشاعرها , لم تنسى لحظه
اعترافه بحبها فى وقت كانت متلهفه لسماع هذه الكلمه والتى كاد قلبها يطير من
الفرحه عند سماعها , تنبهت مرة اخرى لتجد فنجان الشاى ما زال ممتلئا ولكنه اصبح
باردا مره اخرى اسرعت الى المطبخ واعدت اخر ساخنا حيث انها تعشق الشاى الساخن
امسكته بين
اصابعها وجلست لتتذكر لقاءها الاخير معه فانه
لم يكن لقاءا عاديا بعد ان الح عليها الحاحا شديدا لمقابلته فالحاحه على المقابله
كان غريبا الى حد ما, جلسا معا بدا يروى لها قصه وقعت عليها كالصاعقه قال : انه
يعانى من مرض خطيرا وسيجرى عمليه بعد ايام وروى لها تفاصيل اكتشافه لهذا المرض
الذى دمر حياته , وكيف صارحةالدكتور بالتحاليل والاشاعات التى اجراها , حول حياتها
بهذا الخبر الى كابوس وخوف عليه تركته وهى حزينه على حبها وعلى قلبها بدات تعد
الثوانى حتى اجراء العمليه كادت تموت خوفا عليه ,حيث انها لن تستطيع الاطمئنان
عليه حتى يتصل هو بها وبين الحين والاخر تنظر الى الهاتف, تتمنى ان يطمئنها على
حبيبها واخيرا دق الهاتف نظرت اليه بلهفه فوجدته رقم حبيبها اسرعت متشوقه حتى
تطمئن عليه ولكنها سمعت صوت غريب , وعندما قالت له من انت رد عليها والحزن يملا
كلماته , وصوت الدموع يسيطر عليه انه شقيق حبيبها قال لها ان اخى حملنى لكِ رساله
وأوصانى بتوصيلها , ان اتصل بكِ حتى اطلعكِ على ما حدث وسألته متلهفه واين هو الان
صمت لبعض الوقت , ثم قال انه توفى اثناء العمليه, انهارت قواها ولم تشعر الا
ودموعها تنساب فوق خدودها حارقه لمشاعر اللهفه بداخلها , فقد فقدت سعادتها وحلمها
, عندما تذكرت هذاالموقف انهمرت دموعها من عينها حتى تساقطت داخل فنجان الشاى فتنبهت
من جديد نظرت اليه لتجده اصبح باردا فاسرعت الى المطبخ ووضعت الفنجان وذهبت الى
غرفة النوم واستسلمت للنوم دون ان تلمس فنجان الشاى بشفتاها