وقف شاردا امام غرفة العمليات باحدى المستشفيات من وقع الصدمه التى وقعت عليه نظر بجواره رأى شاب فى عمره تقريبا يبكى بكاءا شديدا اقترب منه رويدا رويدا نظر اليه شعر ان وارئه قصه حزينه وضع يده على كتفيه ثم تحدث معه هون عليك اخى ماذا بك نظر اليه بعين ممتلئه بالدموع ثم جفف دموعه بيده وقال له لقد كنت مدللا منذ صغرى,
فقد توفى ابى ولم ابلغ السنه من عمرى وبدات امى فى تربيتى انا واخواتى البنات كانت تفعل كل شىء حتى نحيا حياه كريمه كنت عندما احتاج شيئا مهما كانت قيمته ومهما كان ثمنه كانت توهبنى اياه حتى لا اشعر بفقدان الاب ضحت بكل شىء فى هذه الحياه من اجلنا قامت بتربيتنا تربيه صالحه فقد تخرجت اختى الكبيره من كليه الهندسه واختى الصغيره من كليه العلوم وتخرجت انا من كليه الطب كانت تعمل ليل نهار من اجل اسعادنا كانت لا تريد ان نحتاج الى احد وفى يوم استلامى للعمل جلست معى وقالت الان جاء الدور عليك اريد ان استريح من عناء الدنيا فهذه رسالتى اتممتها والله شهيدا على هذا والان اصبحت رجلا طبيبا اصبحت مسئولا ليس عنا فقط ولكن عن حياة كل من يطرق بابك لتعالجه ,
لم يمر اسبوع بعد هذا الحديث وبالتحديد يوم عيد الام الا وهى مريضه كشفت عليها اخذتها الى مركز للتحاليل الطبيه اتضح ان عندها مرضا من زمن بعيد كانت تتالم من داخلها ولم تبوح بالمها لنا حتى لا تقلقنا احبت ان تتالم من داخلها ولا تبوح لنا به كى تدخر مجهودها لخدمتنا تبين من التحاليل انها تحتاج عمليه ضروريه جدا هى الان داخل غرفة العمليات لا استطيع ان اتخيل ان نحيا بدونها وندعوا الله ان يخرجها لنا سالمه ,
فى هذه اللحظه رايناها تخرج من غرفت العمليات هرول اليها لمس يدها نظرت اليه مبتسمه ضمت يدها ممسكه بيده لتشعره انها بخير انقلبت الدموع فى عينيه الى فرحه وتركنى لتوصيل امه الى غرفتها وهو فى غايه الفرحه والسرور بخروج امه من العمليه عافيه شكر الله شكرا كثيرا شعر فى هذه الاثناء بان فرج الله دائما قريب مــــن عباده
واحس ان هناك من المتاعب عند غيره كما عنده ولكن الله دائما رحيم بعباده وردد فى نفسه الحمد لله اللهم هون عليا وعلى كل مبتلى