لم يشعر بالوحده الا عندما دخل الليل , شعر ولاول مره انه بمفرده فى المنزل شعر ببرودة الجو القارصه فى هذه الليله , لم يكن يتخيل انه سيحتاج احدا بجواره فى هذا الوقت كى يشعره بالدف فى هذا الجو البارد شعر بانه تعجل فى خلق المشاكل بينه وبين زوجته واولاده حتى تركوا المنزل , والان لا يسكنه الا هو شعر بالندم لحظه ان غادروا المنزل فلم يكن هناك سببا مقنعا للخروج ,لكنه كان نتيجة تراكمات قديمه احدثت الشرخ الموجود حاليا بينهم شعر بالندم فى وقت الوحده القاتل اتخذ مكانا فى ركن من اركان المنزل وفى يده كوبا من الشاى الساخن جلس وحيدا يتذكر ما حدث
فقد بدا القلق يقتله عندما تاخروا كثيرا خارج المنزل لقد بدا الوقت يدخل على منتصف الليل وهو فى قلق شديد انهم خرجوا من بيت عائلة زوجتى منذ مده والمفروض وصولهم فى وقت مبكر فلماذا التاخير التليفون مغلق ولم يعرف عنهم اى شيئا فاين ذهبوا ترى ماذا حدث لهم ؟
بدا التوتر يمتلكه ايخرج للعثور عليهم ام يجلس ينتظرهم ولكن الى اين يذهب والحيره كادت تقتله وهو فى هذا الموقف واذ بالباب يفتح ويدخلوا جميعا وهم يضحكون ضحكات عاليه تستفز أعصابه ,اين كنتم حتى هذا الوقت بدات الزوجه تقص له الحكايه وكيف تعطلت بهم السياره الاجره وما حدث من رجل كان يستقل معهم السياره جعلهم جميعا يضحكوا وفى هذه الاثناء قام واقفا وفى صوته حده!! لماذا لم تخرجوا مبكرا حتى تعودوا فى وقت مبكر؟ اشتدت المشكله بينهما وكان على اثرها انها تركت المنزل وعادت الى منزل اهلها مره اخرى بعدما اشتد النقاش بينهما وفى صحبتها الابناء,
جلس اكثر من اسبوع وحده لم يشعر بالوحده الا فى هذا اليوم عندما اشتد البرد وبدا المنزل كالقبر دون حياه وبدا السؤال الم تتذكر زوجتى يوما واحدا انى فعلت معها شيئا جميلا سعدت به . الم تتذكر السعاده التى كانت تسكن قلوبنا وتتذكر هذا الموقف . الم تتذكر كيف كنت اسهر الليالى فى عمل شاق حتى احضر لها هى واولادها كل ما يتمنون . الم تتذكر حبى لها وهى التى كانت تقول ان حبك عوضنى عن السنين التى عشتها قبلك وتتذكر هذا الموقف الم تتذكر كيف كنت اعاملها ومدى الشعور بالحب والحنان والمعامله الحسنه كل هذا لم تتذكره وتذكرت بعض المواقف الغير مؤثره على حياتنا الم تعرف ان الحياه لابد وان تكون فرح وحزن سعاده وشقاء الم تعرف اننا لا يمكن ان نشعر بمقدار السعاده الا عندما نعيش الايام الحزينه لوكانت تتذكر كل هذا فلابد ان تاتى الان لابد ان تكون بجوارى فى وقت اشعر فيه بالوحده بدات الدموع تنزف من عينيه وهو ياخذ اخر رشفه من كوب الشاى وعندما هم واقفا اذ بالباب يفتح وتدخل منه هى واولادها يسرعوا اليه كلهم فى ركن المنزل مكان جلوسه ياخذهم بالاحضان نظر اليها وحاول التحدث معها ولكنها قاطعته وقالت له انت الحنان والحب الذى وهبه الله لنا ولن نتركك ابدا غصبا واقتدارا ودارت هنا الضحكات مدويه فى المنزل العطشان للضحك وامتلاء بالدفء
وزادت الزوجه اننا نعدك بعدم مغادرتنا هذا العش ابدا ما حيينا ابتسم فى وجهها وقضيا الليله سويا هو وزوجته واولاده دون ان يشعر ببرودة الجو وبعد ان كان يشعر بالوحده اصبح الانس والود يجعمهم ..